االشارع السوري
وإســـــــــــرائيل بقلم ناجي جرجي زيدان
romainzeidan58@hotmail.fr
في 14 آذار 2011 اندلع بما يسمى الثورة السورية متأثرة بموجة
الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في الوطن العربي، فحسب بعض
المعارضين من هذه الثورة وبتاريخ 10 أيلول 2011 وفي جريدة القدس
العربي ص17 اعترف هذا الأخير بشكل واضح وصريح بأن شريحة قليلة
العدد تشارك في الثورة السورية، وقبل تاريخ 14 آذار كانت سورية
تعتبر من أأمن الدول العربية والعالمية، وكل ذلك شهادة أمام الله
والتاريخ لأنني كان لي الشرف أن أعيش بين الشعب السوري الطيب خلال
أحداث لبنان 1975-1976 وعشت سنة كاملة عام 2004 في مدينة اللاذقية،
أشهد أنه لم يكن يجرؤ أحد التكلم أو شتم أي دين أو ملة في سوريا
مهما علا شأنه، أنا لا أتكلم على السياسة السورية، لكن المعارضات
السورية المتشرذمة أقسمت بأن تجعل من سورية من أأمن بلد إلى أسوأ
بلد يسودها الجريمة والفتن والقتل تحت عنوان زائف "الثورة في سوريا"
بدليل أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون راعية المعارضة
السورية أعلنت في 14 شباط 2012 أن أمام الرئيس السوري بشار الأسد
خيارين أما الطريق السلام مع إسرائيل أو طريق يؤدي إلى الفوضى
والعنف في سوريا.
خلال بداية المظاهرات وحتى كتابة هذه الأسطر رصدت العديد من
المقالات والتعليقات لشخصيات سورية معارضة بالداخل والخارج، فيما
يخص العلاقة مع إسرائيل في حال سقوط الرئيس الأسد، فإذا وقفنا
وحللنا أراء هذه المجموعة رغم صغرها نرى بصراحة تناقض غريب وواضح
فيما يخص هذه النقطة بالذات.
ذلك المعارض الذي يتهم بشار الأسد بأنه صديق إسرائيل في الخفاء
ويتهم والده باع الجولان، وحسب رأيه بأنه بشار هو النسخة الحقيقية
لتثبيت بيع الجولان ويتمنى لو يسقط نظام بشار حتى تفتح جبهة ضد
إسرائيل على غرار ما حصل في لبنان.
ذلك المعارض الآخر الذي هرب من سوريا حسب زعمهم ووصل إلى إسرائيل
ونشرت له صحيفة يديعوت أحرنوت مقالا له في 23 كانون الأول 2011
يتهم فيه النظام السوري خاصة حافظ الاسد وابنه بشار بأنهم زرعوا
الحقد والكراهية ضد إسرائيل وإن المشكلة بين إسرائيل وسورية هي فقط
الحدود وحسب زعمه بأن هذا الخلاف يحل بواسطة المفاوضات
ذلك المعارض فريد الجادري الذي وصل إلى الكنيست الإسرائيلي مخاطبا
في حال سقوط الرئيس يشار الأسد سيهدي الشعب الإسرائيلي الجولان
السوري وذكر في 29 آب 2011 بأنه سيرفع العالم الإسرائيلي في قلب
دمشق.
ذلك المعارض من أمثال برهان غليون وتصريحاتهم إلى صحيفة وول ستريت
بأنه مع استرجاع الجولان بواسطة المفاوضات وإقامة العلاقات
الدبلوماسية الكاملة مع إسرائيل وتصريحاتها العنيفة ضد حماس وحزب
الله وإيران.
وذلك المعارض السوري هيثم منّاع الذي قال في 3 كانون الثاني 2012
يتواصل مع جميع الأطراف العالمية ما عدا إسرائيل.
بتاريخ 6 كانون الثاني 2012 ذكر الضابط المنشق العقيد رياض الأسعد
أن حافظ وابنه بشار الأسد هم حلفاء أوفياء لإسرائيل والصهيونية
بدليل أنهم منذ 40 عاما لم يطلق الجيش السوري رصاصة واحدة على
الجبهة مع إسرائيل
بتاريخ 23 كانون الثاني 2012 نشرت مختلف الصحف العربية والعالمية
صورة لمقاتلين من المعارضة السورية في بلدة الزبداني ويلاحظ أن
بعضهم يحمل أسلحة إسرائيلية
بتاريخ 9 شباط 2012 أعلنت صحيفة الوطن السوري أنه أثناء ملاحقة
الإرهابيين (المسلحين المعارضين) في حي باب عمر بمدينة حمص ضبط
الأجهزة المختصة صواريخ من نوع (لاو) إسرائيلية وقناصات إسرائيلية.
في 7 شباط 2012 ذكر التلفزيون الإسرائيلي بأن إسرائيل لديها اتصال
مع بعض رموز المعارضة السورية
بتاريخ 10 شباط 2012 أذاع التلفزيون الإسرائيلي مكالمة مصورة من
تركيا لأحد أعضاء المعارضة السورية خافيا وجهه وكامل رأسه وعينيه
يطلب من إسرائيل شن حرب على سوريا الأسد.
في 11 شباط 2012 أكد الظواهري زعيم تنظيم القاعدة دعمه للانتفاضة
في سوريا داعيا أسود الشام إلى الجهاد وعدم الاعتماد على العرب
والغرب وتركيا داعيا مسلمين لبنان والأردن والعراق وتركيا لنصرة
المسلمين في سوريا.
في 16 شباط 2012 أكد مدير المخابرات الأمريكية جيمس كلاير أن
المعارضة السورية غير موحدة ولا يوجد لها قيادة مركزية تمكنها من
القيادة، ولمح أن جزء من المعارضة مخترقة من قبل تنظيم القاعدة.
لا ندري إطلاقا الموقف المعارض الممثلة بالخارج بالإخوان المسلمين
بسوريا، ما هي العلاقة بين سوريا وإسرائيل في حالة سقوط بشار الأسد،
هل سيتحالفون مع مسلحين القاعدة التي تتمنى فتح جبهة مع إسرائيل ؟
ام سيؤيدون العناصر المعارضة التي تؤيد السلام مع إسرائيل ؟
إلى جميع هؤلاء المعارضين المتشرذمين يمينا ويسارا والمتناقضة في
رؤيتهم للأمور وإلى جميع من يهمهم الأمر أقول لهم من خلال بحث دقيق
وليس شماتة .
خلال حرب صيف 1982 دخل الجيش الإسرائيلي إلى الجنوب اللبناني ووصل
إلى بيروت وكان أول المستقبلين له بالرز والزغاريد جمع كبير من
أبناء الطائفة الشيعية في الجنوب، وخلال ستة أشهر انقلب هذا الرز
إلى إطلاق الرصاص والصواريخ من قبل أبناء من الطائفة الشيعية على
الجنود الإسرائيليين، وتحولت هذه الطائفة لأكبر عدو للجيش
الإسرائيلي، لا بل أكثر من ذلك نرى الحكومة اللبنانية توقع اتفاق
17 أيار 1983 وهذا الاتفاق صدّق من قبل المجلس النيابي اللبناني،
وألغي هذا الاتفاق رسميا ومكرها بواسطة رئيس الجمهورية اللبنانية
الذي نصب هذا الأخير رئيسا بواسطة الدبابات الإسرائيلية.
بالمقـــابل نــــرى
الشعب السوري بجميع فئاته حكومة وشعبا مؤيدا أو معارضا أو محايد
للنظام, معاد بأكثر من 95% لإسرائيل، لكن أغلب المؤيدين من هذه
الفئة الصغيرة تعيش أغلبها خارج سوريا كأمثال برهان غليون، وهذا
الأخير معارض شرس للنظام السوري منذ العام 1975 وانتقل وقتها إلى
باريس حيث تابع أنشطته المعارضة للنظام السوري سواء للرئيس حافظ
الأسد أو لابنه بشار, وبرهان غليون له حسابات شخصية مع النظام
السوري ويرفض أي مبادرة حوار بين النظام والمعارضة، وليس غريب من
السيد غليون أن ينادي بإقامة العلاقات الدبلوماسية بين سوريا
وإسرائيل لأنه عاش في فرنسا وتأثر كثيرا وبحكم عمله في السوربون
بالشخصيات الفرنسية المؤيدة لإسرائيل
أما المؤيدون لإقامة علاقة طبيعية مع إسرائيل في الداخل السوري
فهنا بيت القصيد فهي غير موجودة علنا ولا تستطيع ان تجاهر علنا
بهذا الطرح وهي تعرف الأسباب، بل أكثر من ذلك تستعمل الطرق ملتوية
وتتفنن باختراع أكاذيب وتدعي في بعض الأحيان زورا ونفاقا بأنها ضد
العدو الإسرائيلي للتهرب من حقيقة مشاعرها.
لنكن واضحين لمن يهمه الأمر في هذه النقطة إن بقي نظام بشار الأسد
أم سقط فهذا شان سوري، لكن لا يحلم احد أن يرى سفارة إسرائيلية
يرفرف علمها في أيه بقعة من الأراضي السورية وتحت أي ظرف، فعودة
الأراضي السورية المحتلة لن تكون إلا بحلين لا ثالث لهما :
إما إعادتها من قبل إسرائيل طوعا ولوجه الله بدون أي اتفاقات بين
البلدين أي الانسحاب الكامل حتى حدود 4 حزيران 1967 وحصول سوريا
على ثلث مياه بحيرة طبريا وإعادة منطقة الحمة كاملة.
أما نزعها من إسرائيل بواسطة العمل المسلح من قبل مسلحين من تنظيم
القاعدة وأمثاله كما جرى في عام 2000 في الجنوب اللبناني لكن ذلك
سيتم الوصول على الأقل إلى نصف بحيرة طبريا مع إزالة مستوطنة عين
جيف ودغانيا A
وفي الأول من كانون الثاني 2012 قالت قيادة المنطقة الشمالية في
الجولان للجيش الإسرائيلي، محذرة أن يؤدي سقوط الأسد إلى تصاعد
الجهاد الإسلامي وتنظيمات أخرى، إذا قالوا أيضا " أن إسرائيل لا
تخشى من حرب سوريا يقودها الأسد لكن يخشون من عمليات جهادية على
غرار ما حدث في لبنان وما يحدث في مصر"