The Rabbit
Art Portal Fine Art

Gifts Lebanon souvenirs

Discover Tourism Lebanon

 

الخروف المحظوظ والنعجة الذكية

آلت الشمس نحو المغيب وحان موعد عودة القطيع الى الحظيرة فما كان من الراعي الاّ ان اشار الى كلبه اشارة خاصة فهمّ الكلب المدرّب على حراسة القطيع الى جمعه ودفعه, بمساعدة الراعي الى المسير بأتجاه القرية لبلوغها قبل المغيب. ولحسن حظ أحد الخراف الذي عاد القطيع الى القرية من دونه, أنه كان مستلقياً غافياً تحت صخرة من صخور ذالك الوادي الجميل فلم يسمع نباح الكلب او صراخ الراعي. عند صباح اليوم التالي وبعد ان أمضى هذا الخروف المحظوظ ليلته وحيداً بين صخور الوادي وغاباته الخلابّة, نظر فشاهد من بعيد القطيع حادياً صوبه, وسمع نباح الكلب وصراخ الراعي فأنتابته رعشة الخوف التي ما لبثت ان زالت عنه فجأة بعد ان أيقن بسرعة البرق بانه حّرٌ وانه لن يدع الراعي يأسره من جديد فقرر الأختبأ, فصعد الى صخرة عالية وبدأ بمراقبة اخواته الخراف يقتربون من ناحيته بحذرشديد حتى اذا ما أقترب منه احدهم همّ بأخباره بما حصل معه ليلة الأمس وكيف انه بات تلك الليلة في هذه الجرود والغابات وحيداً ولم يصبه اي مكروه او اذى. فردّ الخروف الأخر قائلاً: كيف تجرأ على النوم والأختباء والأنفراد في هذه الوديان والتلال الخطرة, كان الأجدى بك ان تعود الينا وتبقى معنا لكي تعيش بيننا في حماية راعينا وكلبه والاّ فستكون طعاماً للوحوش. هنا التفت الخروف المحظوظ الى اخيه الخروف قائلاً: لم اكن في يوم من الأيام سعيداً حراً وفرحاً مثلما كنت ليلة الأمس, لقد شعرت بالتحرّر والفرح, ولأول مرة في حياتي احسّست بمعنى الحريّة والحياة الحرّة ولو لليلة واحدة, فكم بالأحرى اذا امضيت حياتي كلها متحرراً من هيمنة الراعي الطالح وكلبه الشرس. الا ترَ بأنني محظوظ الأن وأن سكيّن الراعي لن تطالني ولن يكون لحمي طعاماً له ولا لكلبه المتوحش. هنا التفت الخروف الأخر وقال: لكنك ستكون طعماً للوحوش وستبقى في سهر وترقب دائم طيلة حياتك. فأجابه الخروف المحظوظ قائلاًًَ: ان حرّيتي هي التي ستجعلني قوياً قادرا على الدفاع عن نفسي, اكل ما اريد من خيرات هذه الغابات وأنام حينما اريد وحيثما اريد, وحريتي هذه ستجعلني متيقظاً واعياً عماّ يجري من حولي وبذالك اقدر ان ادافع عن نفسي, ولكن أنت وفي وضعك الحالي تحت امرة راعيك الطالح وكلبه, لا حول ولا قوة لك على المجابهة فأنت ميتٌ قبل ان تولد. هنا التفت الخروف الغبي يسرةًً فوجد القطيع يسير بعيدا عنه فما كان منه الاّ ان هرول مسرعاً بأتجاهه تاركاً صديقه الخروف المحظوظ من دون جواب. هذا ولم يكن الخروف المحظوظ يدري بأن نعجةً ذكية ًمحظوظة ً مثله كانت تستمع الى الحديث الذي دار بينه وبين الخروف الأخر, فألتف وراءه فوجد النعجة تسير بأتجاهه مبتسمة قائلة: لقد سمعت ما دار بينكما من حديث وقررت ان اهرب وابقى معك لعلني أشعر بنفس شعورك. فرح الخروف المحظوظ بوجود تلك النعجة الذكية بجانبه تشاطره نفس الشعور والمصير, فمضى الأثنان بعيداً في اتجاه الغابة بينما القطيع كان يبتعد عنهم في الأتجاه الأخر. سنين مرت انجب فيها الأثنان قطيعا كبيراً من الخراف البريّة القويّة الذكيّة واثبت الخروف المحظوظ صوابية احساسه ونظرته الى المستقبل ولكن هذه الصوابية لم تكن ممكنة لولا مساعدة النعجة الذكية له وايمانها الكبير به.

الخلاصة: حياة حرّة كريمة ولو ليوم واحد, اجدى وانفع من حياة ابديّة تحت نير الأستعباد والأزلال

أميليو سلبم كحيل
لندن 29 01 11

Back to Articles

The tortoise is challenging the rabbit... Follow this site, poll after poll, survey after survey, to see monthly many interesting polls and surveys to debate... Cast your vote for polls and future polls from Lebanon. Say your opinion: Submit your ideas by contacting info (-AT-) challengerabbit.com